القيروان: يحتجزون طفلة ويعذّبونها لإجبارها على ارتداء اللباس الشرعي
أكد مواطن من القيروان المدينة يدعى الصحبي السعيدي أن ابنته البالغة من العمر 14 سنة تعرضت إلى الاعتداء بالعنف الجسدي والنفسي واحتجازها لمدة 3 أيام من قبل أصهاره المتشددين دينيّا، لإجبارها على ارتداء اللباس الشرعي أثناء زيارتها لوالدتها التي هي مقيمة معهم نتيجة خلافات بينهما.
كما أشار السعيدي أن صهره قام بانجاز "مقام" للاعتكاف به يرتاده يوميا ما بين 50 و100 نفرا، مقرّا أنّ سبب خلافه مع زوجته وأصهاره يعود بالأساس إلى صراعات إيديولوجية وقد قدّم قضية عدلية ضدّهم.
من جانبها أكّدت المحامية عايدة القيزاني عضو بالرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وفرع المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية بالقيروان، لموزاييك أن الأضرار التي لحقت بالتلميذة تمت معاينتها من قبل طبيب المستشفى الجهوي بالقيروان.
وأشارت إلى أنّهم تقدّموا بشكاية إلى النيابة العمومية بالقيروان، مضيفة أن حياة الفتاة مهددة بسبب التهديدات المتواصلة منذ 6 اشهر.
وأوضحت القيزاني أنّ سبب الخلافات بين الزوج والزوجة نتيجة تدخل عائلة أصهاره وإجباره على التديّن على طريقتهم الخاصة وإتباع نواميسهم وإلزامه كتابيا وبحضور إمام (قام بتحرير الالتزام) على أداء الصلوات الخمس جماعة والقيام بمناسك العمرة مقابل رجوع زوجته لمحل الزوجية.
كما تحدّثت الطفلة المتضررة "نسيبة" عن ما حدث لها مؤكّدة تعرضها للعنف مرارا من قبل أخوالها وخالتها محاولين إجبارها على ارتداء اللباس الشرعي وتهديدها بحلق شعرها، معلنة أنّهم احتجزوها لمدة 3 أيام ووصفوها بـ"المنجوسة" الشيء الذي جعل معدلها السنوي في الدراسة يتراجع من 19.25 إلى 12 بسبب عدم قدرتها على التركيز.
وباتصال موزاييك بمندوب حماية الطفولة صبري بحيبح، أكد أنّ الملف محل متابعة قضائية ونفسية واتخذت إجراءات قانونية كالقيام بزيارة ميدانية لعائلة التلميذة وتعيين طبيب نفسي للمتضررة، موضّحا أنّ أول حصة لها ستكون يوم غد الخميس.
وقال إنّه تمّ إبعادها مؤقتا عن عائلة والدتها بقرار من قاضي الأسرة ثم مرافقتها في كل درجات التقاضي.
كما أشار المندوب إلى أن الموضوع تعهّدت به فرقة الشرطة العدلية بالقيروان للبحث وبالتنسيق مع النيابة العمومية ومندوب حماية الطفولة الذي سيحضر مع التلميذة ابتداء من يوم غذ تاريخ انطلاق الأبحاث.
*خليفة القاسمي*